وداعا للتسويف استراتيجيات فعالة لتحقيق أهدافك دون تأجيل

وداعا للتسويف استراتيجيات فعالة لتحقيق أهدافك دون تأجيل

    لعل العدو الخفي الذي يتسلل إلى حياة الانسان اليوم هو التسويف، الذي يعمل على تعطيل إنجازاتنا ويزرع فينا شعورا بالتوتر و الدنب، يظهر في بداية الامر، كوسيلة ضرورية من أجل التخفيف من ضغوط الاشغال اليومية الصعبة، لكنه ينتهي بنا غالبا الى تراكم المهام وزيادة التوتر والقلق، لا يمكن أبدا أن يكون التخلص من التسويف مجرد قرار، بل هو عملية تدريجية  تحتاج إلى وعي الشخص وإصراره، وخطط فعالة لمحاربته، في هذا المقال، سنقدم لك خطوات عملية، مبنية على أبحاث ودراسات نفسية، لمساعدتك على تخطي التسويف، وإنجاز مهامك في وقتها.

أولا:  لا تعتمد على قوة الإرادة وحدها

  يعتقد كثيرا من الناس، أن قوة الإرادة كافية لتجاوز التسويف و التماطل، لكن الكثير من الدراسات العلمية في هذا المجال، تبين أن الاعتماد على قوة الارادة وحدها، ليس دائما حلا مثاليا وليس فعالا، فبعض الباحثين،  يشبهون قوة الإرادة بالوقود، فالمعروف أن بعض أنواع الوقود جيدة وتدوم طويلا، بينما تكون هناك أنواع أخرى أقل كفاءة، غير ذلك يجب عليك  دائما البحث عن دوافع أعمق وأكثر استدامة، فعليك طرح مجموعة من الاسئلة المهمة على نفسك كمثال على ذلك: ما الفائدة التي سأجنيها من إتمام هذه المهمة؟ هل سأشعر بالرضا؟ هل سأحقق هدفا مهما؟

ثانيا:  ركز على الإيجابيات في المهمة

هناك من الناس من  يماطل  بسبب خوفه من الفشل أو بسبب صعوبة في المهام، عليك التفكير دائما في الايجابيات، التي ستحصل عليها بعد القيام بالعمل المطلوب، كمثال على ذلك، لعل المهمة تكون فرصة لتعلم شيء جديد، أو من أجل تحسين مهارة لديك، فالتركيز على الفوائد السريعة و الفورية والملموسة، يجعل بالتالي المهمة أقل مللا وإرهاقا وأكثر جاذبية، لا تنتظر الى المكافآت بعيدة المدى فقط؛ ابحث دائما عن المكافآت الصغيرة أثناء القيام العملية نفسها.

ثالثا: خطط مسبقًا لمواجهة العقبات

بالفعل قد تجد نفسك دائما محاطا بوسائل الإلهاء مثل وسائل التواصل الاجتماعي، أو أنشطة غير ضرورية؟ حاول أن تجرب أحد الاستراتيجيات المساة: استراتيجية "ماذا لو"، حاول أن تفكر في الإغراءات التي قد تواجهها أثناء أداء المهمة، وقم بوضع خطة للتعامل معها، على سبيل المثال فقط، إذا كنت تحتاج للتركيز في الدراسة لأنك ستجري امتحانا، ضع هاتفك في غرفة أخرى، أو على الاقل استخدم تطبيقا لحظر الإشعارات المزعجة.

رابعا:  قلل الجهد المطلوب للبدء

البداية هي المرحلة الصعبة، في كثير من الأحيان، من أجل جعل المهمة أكثر سهولة، قم بتقسيمها إلى مراحل صغيرة ودقيقة وواضحة، إذا كنت تعمل على كتابة تقرير مثلا، ابدا أولا بكتابة العناوين الرئيسية فقط، أما إذا كنت تنوي ممارسة الرياضة، خصص فقط  10 دقائق للتمارين في بداية الامر، هذه الخطوات الصغيرة تزيل الحاجز النفسي، وتجعلك تبدأ بسهولة.

خامسا:  كافئ نفسك

 الشعور بالراحة لتجنب المهمة الصعبة هو المكافأة الفورية للتصويف، من أجل التغلب على هذا الشعور، حاول أن تقدم لنفسك مكافآت إيجابية عند إتمام كل جزء من المهمة التي تعمل على إنهائها، يمكن أن تكون هذه المكافأة مثلا، مشاهدة حلقة من مسلسلك المفضل، أو تناول وجبة خفيفة تحبها، أو حتى أخذ قسط من الراحة.

سادسا: كن واقعيًا بشأن المستقبل

معظم الناس يميل إلى التفاؤل الزائد عند القيام بالتخطيط للمستقبل، فنعتقد دائما  أننا سنكون أكثر تنظيما، أو سيكون لدينا الكثير من الوقت، هذا التصور الغير صحيح،  يؤدي بالتالي إلى تأجيل الاعمال والوقوع في فخ التسويف، من أجل تجنب ذلك، ضع دائما خطة زمنية دقيقة، ومبنية على معرفتك بقدراتك الواقعية الحالية، طبقا للوقت الفعلي المتاح لديك، لا تعتمد على افتراضات مثالثة وغير واقعية.

سابعا: تعامل مع نفسك بلطف

قد تشعر عندما تتماطل بالذنب، وتلوم نفسك بشدة، اعلم أن القسوة على الذات لا تساعدك بتاتا على التحسن، بل تزيد للأسف من إحباطك وتدفعك للمزيد من التسويف، وبالتالي تعلم كيف تتعامل مع نفسك برأفة، لما تخفق في إنجاز مهمة، وجهك لنفسك الكلام التالي:  لقد كان يوما صعبا، سنحاول مجددا غدا،  اللطف مع الذات، يمنحك الدافع للاستمرار، بدلاً من الوقوع في دوامة السلبية.

ثامنا: استخدم اللغة لتعزيز هويتك

إن الكلمات التي تستعملها لوصف نفسك تؤثر تبعا لذلك على أفعالك، أظهرت إحدى الدراسات، أن الناس الذين وصفوا أنفسهم باستخدام الأسماء (مثل "مُصوّت" بدلاً من "سأصوّت") كانوا ميالين أكثر للالتزام بالسلوك المطلوب، لذا بل من القول: سأحاول التخلص من التسويف،  قل دائما: أنا شخص ملتزم ومنجز. هذا التغيير البسيط الذي يبدوا عاديا،  يعزز ارتباطك بالسلوك الإيجابي.

تاسعا:  تبن رؤية أكثر واقعية لشخصيتك المستقبلية

 أن نعتقد بأننا سنصبح أفضل وأكثر إنتاجية في المستقبل من الأخطاء الشائعة بين الناس، إن هذا التفاؤل المفرط يجعلك تؤجل المهام ظنا منك أنه لديك، الوقت والقدرة لاحقًا على فعل ذلك،  بدلًا من ذلك  تقبل أنك في المستقبل ستبقى نفس الشخص، بنفس محدودية الوقت المتاح والموارد، لهذا من الأفضل التعامل مع المهام الآن، بدلا من تأجيلها.

عاشرا: اجعل بيئتك محفزة للإنتاجية

 هناك استراتيجية معروفة لتحفيز النفس تدعى بهندسة الاختيار، كمثال على هذه الاستراتيجية، ضع دائما  أدوات العمل أو الدراسة في مكان يسهل الوصول إليه، وحاول لأن تبعد ما استطعت الملهيات عن متناول يدك، إذا كنت تخطط للقيم بالتمارين الرياضية، جهز ملابسك الرياضية مسبقا، بهذه الطريقة، انت تزيل العقبات، وتسهل عملية الشروع في القيام بالعمل المطلوب.

أهمية التخلص من التسويف

 يمكن أن يؤثر التسويف و التماطل سلبا، على صحتك النفسية والجسدية، فهو يزيد من التوتر وينتج عن تأجيل المهام إرهاق العقل والجسد، كما يجعلك أقل قدرة على الاستمتاع بحياتك الطبيعية، فالتخلص من التسويف، يعني تحسين نوعية حياتك، وزيادة شعورك بالسيطرة على اهدافك ووقتك.

     إن القضاء على التسويف، هو رحلة تتطلب الصبر والممارسة، فالخطوات التي تم ذكرها أعلاه، ليست حلولا سحرية، لكنها وسائل فعالة يمكن أن تساعدك على تحسين عاداتك وزيادة إنتاجيتك، أولا ابدأ بتطبيق خطوة واحدة فقط اليوم، وستلاحظ كيف يمكن لهذا التغيير البسيط أن يُحدث فرقا كبيرا في حياتك، تذكر دائما، أن الإنجاز يبدأ بخطوة صغيرة ولكنها مهمة، فلا تنتظر المثالية، اليوم هو أفضل وقت لتبدأ رحلة التخلص من التسويف.

تعليقات